Monday, April 19, 2010

مكسر صيني.. أم شهادة اكاديمية؟!

كتب أحمد محمد الفهد


من اغرب القصص التي سمعتها في جامعة الكويت.. ان شابا كويتيا حاصلا على شهادة الدكتوراه من جامعة امريكية عريقة، وليس معترفاً بها فقط.. تقدم للتدريس في قسم علمي كان بحاجة لمدرسين، وفي تلك الايام كان التعيين يتم عن طريق الكلية، ولا يشترط نشر اعلان رسمي عن فرص وظيفية في الصحف اليومية، مثل هذه الايام.. ودخل «صاحبنا» المقابلة مع رئيس القسم وبعض الأساتذة، وهو استاذ جامعي معروف جداً.. وخرج منها بقرار رفضه! وبعد استنجاده بإدارة الكلية وربما بنواب دائرته الانتخابية.. للتدخل في الموضوع، سوغ رئيس القسم لعميد الكلية، سبب رفض تعيينه.. قائلا : كيف اوافق على تعيين استاذ دشداشته قصيرة.. ولحيته طويلة؟!
هذا المنطق الإقصائي، والاعوج في نفس الوقت! الذي كاد ان يمنع تعيين شاب كويتي، حاصل على درجة الدكتوراه، بسبب شكله و«هندامه»! وربما سيمنع غيره من الترقي في وظيفته، بسبب «قحافيهم» وبسبب «شماغاتهم»، ولا استبعد ان يدخل «المكسر الصيني».. «بو الوزة» على خط المسوغات الاكاديمية، فيستبعد شاب كويتي حاصل على درجة الدكتوراه، من جامعة اكسفورد بسبب المكسر الذي «يرتديه» تحت الدشداشة؟! هذا المنطق كان ومازال يمشي ويركض مع رئيس القسم السابق، ومع مجموعة من دكاترة الجامعة، والكُتاب الذين رضعوا الفكر من نفس الثدي الـ(..) فدخل معهم الاسواق، والمولات، والجامعة والوزارات.. حتى وصل الى مؤتمر «المواطنة»؟!
ومع اني لا اؤمن بان المؤتمرات تحقق اي شيء على ارض الواقع.. وانها تعقد فقط لتنفيع المتكلمين، ولترتيب زيارات عائلية، لبعض المتكلمين في المؤتمر.. على حساب المال العام؟! الا انني آمل من مؤتمر المواطنة الشيء الكثير، فنحن فقدنا الامل في التعايش السلمي، وفي قبول الاخر بما فيه من «علات» و«بلاوي».. وفي كل يوم تحدث لنا قصة وفتنة طائفية وقبلية وحزبية، واعتقد انه يجب علينا البحث عن شيء يجمعنا.. مثل مؤتمر المواطنة، حتى لو كان بعض المتحدثين في المؤتمر، يحملون نفس الفكر الاقصائي، الذي حمله رئيس القسم على ظهره.. لما كان رئيس قسم اكاديمي في جامعة الكويت؟!
***
ورد في مقال الامس ان الشيخ او الداعية السعودي يحصل على 5 آلاف دينار على الثلاثين حلقة، والصحيح انه يقبض ثلاثين الف دينار على الثلاثين حلقة، من خلال تصويرها في استديو منزلي!
***

وصلتني رسالة من زوجة شهيد.. اعدمه العراقيون في الغزو الغاشم لصموده.. مضمونها ان اهالي منطقة المنصورية، اطلقوا اسم الشهيد على شارع المنصورية تخليدا لذكراه، وان بناته اصبحن فخورات برؤية اسم ابيهن على الشارع.. لكنهم صدموا بقرار المجلس البلدي والقاضي باطلاق اسماء على بعض الشوارع!! وانهن - عائلة الشهيد - استخبرن عن اطلاق اسم والدهن على اي شارع، فقيل لهن ان هناك شارع الشهداء وقد اطلق لجميع الشهداء؟! ومنا لاعضاء لجنة العاصمة.. الذين وافقوا على تغيير اسماء بعض الشوارع!
***
اذا كان شارع الشهداء يجمع جميع الشهداء.. لماذا لا يسمى شارع اخر باسم شارع التجار ليشمل جميع التجار.. وشارع ثالث للخيريين، يشمل جميع الخيريين! ورابع للعلماء وخامس للمشايخ.. وسادس للسياسيين؟!

أحمد محمد الفهد


2010/02/22 08:11 م

(..)! شارع فلان.. ابن

من اشهر النكت العراقية.. ان المقبور صدام حسين مر على بقالة في بغداد مكتوب عليها بقالة "ابن (..)"!! فاستنكر وطلب من السائق التوقف عندها.. ثم طلب من صاحب البقالة تغيير اسمها.. وامتثالاً لاوامر الزعيم القائد صدام حسين، غيّر اسم بقالته، وعلق يافطة جديدة، كتب عليها "بقالة صدام حسين.. ابن (..) سابقاً "!
تغيير اسماء المناطق والشوارع والاماكن المشهورة او "اللاند مارك".. من مدارس ومراكز تسوق ومستشفيات.. الخ، من أغبى القرارات التي قد تتخذها الدول، والحكومات، والمجالس المنتخبة، لان الشعوب والناس تحفظ الاسم الاول فقط، وتخزن الاسم الجديد في خانة في المخ.. يصعب استدعاؤها؟! ولو استعرضنا اسماء المدارس والاماكن التي تم تغيير اسمائها، لوجدنا اننا والي يومنا نستخدم الاسماء القديمة للاستدلال عليها؟!
وبالامس القريب، قررت لجنة العاصمة المنبثقة من المجلس البلدي برئاسة الاخ مهلهل الخالد، وعضوية محمد المفرج وشايع الشايع وآخرين.. قررت تغيير اسماء بعض الشوارع، بناء على مقترحات قدمها اعضاء المجلس البلدي.. فتمت الموافقة على اطلاق اسم عبدالحميد عبدالعزيز الصانع، على شارع الاندلس في منطقة كيفان.. واطلاق اسم عبدالله الخلف السعيد على شارع الخالدية، وصالح عبدالرحمن العبدلي، على الشارع الأول في اليرموك، واطلاق اسم حمود يوسف النصف على شارع معن بن زائدة في منطقة ضاحية عبدالله السالم، وتسمية الشارع الممتد من جسر الصناعات الوطنية حتى المطاحن باسم براك المرزوق، وأخيراً اطلاق اسم جاسم محمد الوزان على شارع المنصورية في منطقة المنصورية!
ومع اني لا اعرف ما هو الضابط في اطلاق الاسماء، هل هو مجرد اقتراح عضو المجلس البلدي، لتعزيز اصواته في دائرته الانتخابية، ام الخدمات الجليلة التي قدمها صاحب الاسم المُقترح؟! الا انني مع تكريم هؤلاء الرجال، وجميع من عملوا لخدمة الكويت، فنطلق اسماءهم واسماء من شهدائنا ايضاً، واسماء رجال الدين، والمبدعين.. وغيرهم، ولكن في المناطق الجديدة فقط.. فيطلق اسم الصانع على شارع في منطقة صباح الاحمد، واسم الوزان على مدرسة في ضاحية سعد العبد الله، واسم العبدلي على صالة افراح في ضاحية الشهيد فهد الاحمد.. الخ، خصوصا وان الهدف هو تكريم هذه الشخصيات، وهو حاصل باطلاق الاسم.
ادري ان لدينا اسماء شوارع، لشعراء فاسقين، وماجنين، ولسياسيين "دايخين" فكروا وشجعوا فكرة غزو الكويت! ويجب ان نغير اسماءها، لكني اعتقد ان اضافة لقب "ابن (..) سابقاً"، هو الحل الانسب - بالنسبة لي - لاننا لن نزيلها من ذاكرة الناس بالمرة، وبامكان كل شخص ان يتخيل ما بين القوسين حسب خياله! وبالمناسبة فان هذه الاضافة، تصلح حتى لدول الضد ودول كم تدفع اقول لك من انت! والتي تغير مواقفها منا حسب احتياجاتها، فنضيف بنت (..) لها متى ما كانت ضدنا، ونزيل بنت (..)اذا كانت مواقفها جيدة معنا؟!
***
اعرف ان اكبر بنك في الكويت الغى نظام البصمة عن موظفيه.. منذ سنوات، واكتفى بتسجيل اسماء المتأخرين ومساءلة مسوؤليهم عن التأخير في نهاية الاسبوع.. ورغم هذا النظام، الا انه لا زال يقدم افضل خدمة لعملائه! اقول ما سبق وانا اقرأ خبر عزم موظفي الجوازات في الموانئ تنظيم اضراب بسبب فرض نظام البصمة عليهم.. ومنا لموظفي الجوازات للبحث عن هذا البنك والحصول على قراره بالغاء البصمة.
***
انشاء بنك جديد يعني البحث عن موظفين مؤهلين، والحصول على ارض للمقر الرئيسي، واراض اخرى للفروع داخل المناطق السكينة.. وبناءً على قانون تنظيم املاك الدولة، الذي لم يستفد منه احد حتى كتابة هذا المقال، رغم ادعائنا بتحويل الكويت الى مركز مالي.. تكون المهمة شبه مستحيلة، لكنها لا تصعب على الاخ العزيز جسار دخيل الجسار، الذي تولى مهمة رئاسة بنك وربة.. خالص التمنيات للجسار بنجاح مهمته!
***
معن بن زائدة.. شاعر عاش في نهاية الدولة الاموية وبداية الدولة العباسية، عرف عنه الشجاعة والكرم والجود، وبذل ما في يده للآخرين.


أحمـد محمـد الفهــد
aalfahad@alwatan.com.kw


2010/02/20 08:20
http://www.alwatan.com.kw/ArticleDetails.aspx?Id=8876

Since 1991...

تفاعل م.أشواق ووفاء الحكومة

14 مارس 2010

تفاعلت الأخت العزيزة م.أشواق المضف مع المقال الذي نشرناه بالأسبوع الماضي عن تنكر الحكومة لرجالات الدولة المؤسسين وعلى رأسهم العم حمود الزيد الخالد واتصلت شخصياً وأبلغتنا بأن هناك مقترح مقدم في عام 2006 بتسمية شارع بأسم العم حمود من قبل عضو المجلس البلدي السابق السيد خالد الخالد ومحال إلى الجهاز التنفيذي في بلدية الكويت وبينت اهتمامها الشخصي لمتابعة هذا المقترح إلى أن يرى النور قريباً إنشاء الله ... من تفاعل الأخت العزيزة م.أشواق إلى السبات العميق للمسئولين فقضية تسمية الشوارع ليست بجديدة فهناك أسماء كثيرة ذكرها تاريخ الكويت كان لها دور محوري في تأسيس الدولة سواء بالشق تجارياً أو السياسي لم يتم تخليدها إلى هذا اليوم ناهيك عن تجاهل الدولة وعدم وفاءها لشهداء الكويت الأطهار الذين ضحوا بدمائهم الزكية فداءا للكويت عندما صاحت تستنجد بأبنائها وبناتها من بطش المعتدين فكل الدول تفخر بأبطالها وتطلق المدارس والشوارع لتخليد أسمائهم العطرة ليكونوا مضرب مثال للنضال والتضحية عن تراب الوطن لكل الأجيال ويجب على الحكومة الآن أن تراجع هذا الأمر وتأخذه بعين الاعتبار فتكريم هؤلاء الأبطال من قبل الحكومة هو بمثابة رد الجميل ليس لمن سالت دماءه لأجل ثرا هذا الوطن الغالي فقط بل لأم الشهيد التي فقدت فلذة كبدها وابن عمرها... لزوجة الشهيد التي ترملت لأجل حرية الكويت ... لأبناء الشهيد الذين تيتموا لأجل تراب هذا الوطن فهل تستكثر الحكومة عليهم هذا التكريم..؟ ألا يستحق الشهيد يوسف الفلاح أن يطلق اسمه الشريف على الشارع الذي استشهده به أمام منزله وأمام أسرته..؟ ألا تستحق أخت الرجال من الحكومة المبجلة إطلاق شوارع بأسمائهن كالشهيدات أسرار القبندي ووفاء العامر وسناء الفودري وسعاد الحسن فهم نموذج وطني رائع لكل معاني التضحية..؟ لكن ماذا سنفعل إن كان هذا وفاء الحكومة مع شهداء وشهيدات الكويت..
نقطة أخيرة: بين منطقتي الفروانية والعمرية يوجد شارع رئيسي يسمى بشارع الأردن وفي منطقة السالمية هناك شارع عمّان فياريت لو يوضح لنا احد المسئولين ماهو الفرق مابين الأردن وعمّان..!

محمد المشعان
m.almashan@hotmail.com


http://www.alwasat.com.kw/Dynamic.aspx?Layout_ID=45&NewsID=10884

المضف: 'سليمان المسلم' له كثير المواقف البطولية

قدمت العضو م. أشواق المضف مقترحا لإطلاق اسم ( سليمان إبراهيم المسلم ) على أحدي شوارع منطقة السالمية حيث كان يسكن فيها.
وقالت يعتبر المرحوم / سليمان إبراهيم المسلم علماً من أعلام المجتمع الكويتي، حيث أنه من مؤسسي وواضعي أسس العمل في الأوقاف وعضو مجلس المعارف وعضو مجلس الصحة وعضو مجلس التعمير وعضو مجلس الشورى وعضو بالمجلس البلدي وعضو في شركة التموين وعضو ومؤسس غرفة تجارة وصناعة الكويت ورئيس لجنة الجنسية (الرابعة). وكان للمغفور له بإذن الله مواقف بطولية حيث قاتل في موقعتي الجهراء والرقعي وذلك بشهادة الشيخ المرحوم عبدالله الجابر الصباح.


ومن جانبه قال عضو المجلس البلدي محمد المفرج نظرا لكثرة الحوادث المرورية التي تحدث في المناطق الشمالية والجنوبية المجاورة للشاليهات والطرق الداخلية المؤدية إليها بسبب عدم وجود أعمدة إنارة في هذه الشوارع مما أدى إلى حدوث وفيات كثيرة على هذه الطرق.

لذلك اقترح مخاطبة وزارة الكهرباء والماء بوضع أعمدة إنارة في هذه الشوارع وذلك حرصا على سلامة رواد الطرق ، علما بأن وزارة الكهرباء والماء قامت مشكورة بإنارة مزارع العبدلي والوفرة.


من جهته قدم عضو المجلس البلدي السابق م. عادل الخرافي مقترحين لإطلاق أسمي المرحوم الدكتور بدر الحوطي والشهيد يوسف الفلاح على شارعين من شوارع الكويت.
وقال الخرافي أن المغفور له بدر الحوطي كان له دور متقدم لخدمة هذا الوطن مضيفا أن الشهيد يوسف الفلاح كان مثالا ناصعا للمقاومين ودرسا في الشجاعة مخيبا لأمال المحتلون ، حيث أشعلت دماؤه جذوة النضال والاستبسال وكانت سيرته نموذجا للشجاعة والشهامة والتضحية بالروح والدم من اجل الوطن، واتفق جميع سكان المنطقة والمناطق المجاورة على تسمية الشارع الذي استشهد فيه بشارع يوسف الفلاح تخليدا لذكراه واستذكارا لصفحة بيضاء لها خصوصيتها ورمزيتها انطلاقا من إرادة بطل اعزل تلقى بصبر وإيمان مشيئة الله ووقف بصلابة مواجها جيش تعمد قتله أمام أهله وأبناء منطقته.
وقال عملا بنص المادة (12) من قانون 5 لسنة 2005 في شأن بلدية الكويت في المادة الثامنة التي تنص على النظر في الاقتراحات التي تقدم من الحكومة أو المواطنين أو أعضاء البلدي ، لذا أتقدم بهذا الاقتراح بشأن إطلاق اسم الشهيد (يوسف الفلاح) على إحدى الشوارع بمنطقة المنصورية بدولة الكويت.


3/30/2010 الآن - المحرر البلدي 01:51:43 م
http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?cid=30&nid=49547

الخرافي لإطلاق اسم المرحوم بدر الحوطي والشهيد يوسف الفلاح على شارعين في الكويت

قدم عضو المجلس البلدي السابق م.عادل الخرافي اقتراحا بإطلاق اسم المرحوم د.بدر الحوطي على احد الشوارع.
وقال الخرافي في اقتراحه: كان المغفور له بإذن الله علما من أعلام المجتمع الكويتي ومن رموزها الأفاضل لما قدمه من بعض المساهمات التي يشار لها بالبنان، وكان من الرواد الذين تركوا بصمة واضحة في سجل الكويت، وكان للفقيد الراحل مآثر في خدمة الشأن العام لما تركه من انجازات ادارية ملموسة ومن خدمات جليلة قدمها لوطننا الحبيب الكويت، حيث كان للفقيد الراحل سجل ناصع في الأخلاق وحسن التعامل مع الآخرين وأيضا كان للفقيد مناقب ومواقف مشرفة من خلال ما قدمه طوال مسيرة حياته فكان يدير ويمتلك واحدا من أكبر المكاتب الهندسية والاستشارية في الكويت، وعضو مجلس ادارة اتحاد المكاتب الهندسية والدور الاستشارية الكويتية، وهنا استذكر دوره الذي كان مميزا عندما كان عضوا في لجنة المكاتب الهندسية التي كانت تعمل تحت مظلة جمعية المهندسين الكويتية، ود.بدر الحوطي رحمه الله كان مميزا والأكثر حرصا على المشاركة والقيام بعمله التطوعي الى جانب كونه مديرا ويمتلك واحدا من أنجح المكاتب الهندسية في الديرة، وكان فعالا في العمل بأنشطة المجلس البلدي، ويتطوع في المشاركة بالجلسات الفنية بنشاط وذكاء وايجابية في التعامل مع الأمور الهندسية، ويثري الجميع في أطروحاته.

وأضاف: لما كان المغفور له صاحب دور متقدم لخدمة هذا الوطن وعملا بنص المادة 12 من قانون 5 لسنة 2005 في شأن بلدية الكويت في المادة الثامنة التي تنص على النظر في الاقتراحات التي تقدم من الحكومة او المواطنين او اعضاء البلدي، لذا أتقدم بهذا الاقتراح بشأن اطلاق اسم المغفور له د.بدر الحوطي على احد الشوارع بالكويت.

كما قدم اقتراحا بإطلاق اسم الشهيد يوسف الفلاح على احد الشوارع وقال ان الشهيد الراحل كان سجلا ناصعا في الأخلاق وحسن التعامل مع الآخرين وأيضا كان للشهيد مناقب ومواقف مشرفة من خلال ما قدمه طوال مسيرة حياته.


الأربعاء 31 مارس 2010 - الأنباء
http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/templates/local2010.aspx?articleid=103338&zoneid=182

Friday, April 16, 2010


حق الشهيد الرائد يوسف الفلاح في تسميه شارع المنصوريه باسمه تخليدا لدوره البطولي


بعد التحرير وبالتحديد في شهر نوفمبر ١٩٩١ تم عمل مقابله تلفزيونيه لبرنامج دمعه وطن لاسر الشهداء ومنهم اسره الشهيد يوسف الفلاح حيث بينت خلال المقابله ان اقل حق ممكن يقدم هو معاش الشهيد كامل حيث انه تم استقطاع اكثر من ٦٥٪ منه واقل تقدير ممكن يقدم لبطوله الشهداء وتضحيتهم هو استحقاق اسرهم لكامل المعاش اسوه بالقوانين المعمول بها في الدول المتقدمه وكذللك الدول العربيه التي لديها تاريخ مشابه مثل جمهوريه مصر العربيه حيث تقدم امتيازات كثيره لاسر الشهداء من معامله خاصه بالجامعات الي التوظيف وغيرها والامتيازات تشمل ثالث جيل للشهيد وكذلك تسميه اي شارع حسب اختيارهم لتخليد اسمه وبطولته
وقد فاجاني اتصال من مكتب سمو ولي العهد الشيخ سعد العبدلله السالم الصباح رحمه الله عليه بعد عرض البرنامج مباشره وبعد اعطاءه اوامر لاصدار قانون يمنح علي اساسه معاش الشهيد كامل لاسرته، وكان القصد من المقابله هو لارضاء اسره الشهيد والاخذ بيدهم والتنويه بان الامر كان غائب عنهم بسبب مشاغل مابعد التحرير وعظم المسئوليات فى ذلك الوقت وكان المفروض طلب ذلك مباشره منه دون اللجوء الى الاعلام


الان وبعد عشرين سنه من التحرير وبعد ان قام سكان المنصوريه مشكورين بتخليد اسم الشهيد شعبيا وذلك بالكتابه علي اهم شارع فيه وهو شارع المنصوريه بعد التحرير مباشره اي في ١٩٩١ .يصدر في يوم الاحد ١١ ابريل ٢٠١٠ قرار من رئيس مجلس الوزراء بتفضيل تسميه الشارع باسم احد التجار وذلك باجماع كل الاعضاء اي الوزراء حسب افاده الوزير فاضل صفر الذي افادني في يوم ١٤ ابريل ٢٠١٠ الساعه العاشره صباحا بانه عبد مامور وان الامر ليس بيده وانما بيد رئيس مجلس الوزراء، علما باننا قمنا بتقديم مناشدة اهالي منطقه المنصوريه والتي تتضمن تواقيعهم موجهه لسمو الامير حيث تم تقديمها باليد للسيد رئيس مجلس الوزراء وذلك في ٧ مارس ٢٠١٠ وبحضور نائب رئيس مجلس الامه وتم توضيح الامر له ورغبه اهالي المنطقه وأحقيه تسميه الشارع باسم الشهيد يوسف الفلاح
قمنا بمقابله الشيخ مشعل الاحمد في ٢٣ مارس ٢٠١٠ الساعه الحاديه عشر صباحا وقمت بتقديم نفس الطلب ووعدني بالمسانده في حال عرض الموضوع عليه .
كذلك قمنا بمقابله الشيخ احمد الفهد في ١ ابريل ٢٠١٠ الساعه ١٢ ظهرا ووعدني بل وطمانني بان الشارع لن يكتب الا بأسم الشهيد يوسف الفلاح وان هذا اقل حق يمكن ان يقدم له وكان هذا وعد منه


الان لمن الجا واين حق يوسف الفلاح
عضو مجلس الامه المحترم عدنان المطوع يعلم بحق يوسف الفلاح بالتسميه الا انه لم يقف معنا حفاظا علي مصالحه الانتخابيه
الشهداء من قدموا انفسهم للوطن لايمكن مقارنه عطائهم بمن قدم جزء من ماله للوطن المقارنه غير عادله
جميع تجار الكويت فتحوا مخازنهم اثناء الغزو للكويتيين وتم تعويض خسائرهم بالكامل بعد الغزو من التعويضات بينما الشهداء تم تعويضهم ب ٣٠٠٠ دولار تعويض يسمي بتعويض للضرر النفسي الذي تعرض له اسر الشهداء
التخليد يجب ان يحدد علي اسس يخلد اسم الشهيد الذي فدي نفسه وليس هناك اغلي من النفس ، يخلد اسم الاديب حيث انه تاريخ للبلد، يخلد ويكافا الطبيب المميز الذي اعطي كل وقته لبلده الطبيب الذي عمل طوال عمره في مستشفيات الحكومه ، يخلد اسم الوزير حين يتوفي وهو علي راس عمله ، يخلد العالم وغيرهم
اسماء الشوارع اصبحت الان لترضيه مصالح سياسيه ورفع شعبيه وليس لمصلحه بلد علي وشك ضياع ان لم يكن هناك تحرك وطني من اعلي سلطه


حق يوسف بتسميه شارع المنصوريه باسمه لن يضيع لانني علي يقين بان هناك من سيأخذ بيدي وبحق الشهيد يوسف وحق شهداء الكويت وحق تاريخ الكويت وحق اهل الكويت الشرفاء


شارع المنصوريه في منطقه المنصوريه سيظل شارع الشهيد البطل يوسف الفلاح


اسره الشهيد يوسف الفلاح

Friday, March 12, 2010

Pictures



































































الرأي اليوم / لا... لم يقع يوسف!

بين فترة واخرى، تبرز من غبار الصخب السياسي صور مختلفة مشرقة، تذكرنا بالرجال، الرجال الذين لولا قدرة الله ولولاهم لما كنا اليوم نرفل بالسيادة والامن والاستقرار والحرية... انهم شهداء الكويت ومنهم يوسف ابراهيم صالح الفلاح الذي قضى عام 1990 حافرا صوته وصورته وبطولته في تاريخ لا ينسى.
يوسف الفلاح كان رائدا في الجيش الكويتي و«رائدا» في العمل المقاوم دفاعا عن ارض استبيحت من جيش صدام حسين. رفض ان يترك الديرة رغم نصائح اهله ومحبيه كون ضباط الجيش تحت الرقابة والمتابعة وشهوة الاعتقال والانتقام. رفض ان يبقى في الظل رغم ان موازين القوى كانت لمصلحة المحتلين. رفض ان يكتفي بالعمل الاجتماعي لتعزيز الصمود مصرا على انه عسكري وان على اكتافه وزر المقاومة الدامعة لا النجوم اللامعة.
بدأ بتدريب الشبان على استخدام السلاح خصوصا من بنادق القنص عن بعد. علّم مجموعات كيف تحضر مواد متفجرة من عناصر اولية بدائية. انشأ مخازن سرية للاسلحة تحت الارض. تحالف مع اطباء وخبراء لاستخدام السموم في عمليات المقاومة. عمل بلا كلل على تعبئة الناس في الدواوين والمساجد وشحذ هممهم ودفعهم الى الصمود والتصدي ورفض اليأس، وكان - رحمة الله عليه - يقول دائما ان النصر آت لذلك علينا الا نكون متفرجين بل طليعيين ومبادرين.
اعتقل يوسف الفلاح، وكانت فرحة الضابط العراقي لا توصف وهو يقول امام جنوده : «واخيرا وقعت يا يوسف». اقتيد الى اكثر من مكان معصوب العينين وعندما تيقن ان الاستخبارات العراقية آنذاك تملك عن طريق الوشاية معلومات موثقة حول دوره اقر واعترف وحصر المسؤولية به كي لا يكشف اسم اي شخص انخرط معه في المجموعات المقاومة. وامام اصراره على رفض كشف اسماء المقاومين رغم التعذيب الذي تعرض له خُيّر بين القتل امام منزله واهله وبين الافراج عنه لكنه ابى الا ان يستشهد، فأُحضر الى شارع المنصورية حيث يقيم اهله وأُعدم بإطلاق الرصاص عليه وبطريقة وحشية رغبة من قوات الاحتلال في جعله عبرة للمقاومين واختبارا لشجاعتهم لاحقا.
وبالطبع، كان يوسف الفلاح عبرة للمقاومين ودرسا في الشجاعة انما بالشكل المعاكس لما اراده المحتلون، حيث اشعلت دماؤه جذوة النضال والاستبسال وكانت سيرته نموذجا للشجاعة والشهامة والتضحية بالروح والدم من اجل الوطن، واتفق جميع سكان المنطقة والمناطق المجاورة على تسمية الشارع الذي استشهد فيه بشارع يوسف الفلاح تخليدا لذكراه واستذكارا لصفحة بيضاء لها خصوصيتها ورمزيتها انطلاقا من ارادة بطل اعزل تلقى بصبر وايمان وحشية جيش تعمد قتله امام اهله وابناء منطقته كي يلوي ذراع المقاومة لكن المنصورية بقيت منصورة ببطلها.
أهل المنصورية توقعوا ان يبقى اسم شارعهم على اسم بطلهم الشهيد وان كانت التسمية غير موثقة في الاوراق الرسمية، لكنهم فوجئوا بأن البلدية في صدد اطلاق اسم آخر على الشارع. اهل المنصورية لا علاقة لهم بدهاليز المجلس البلدي وقنوات اتخاذ القرار واصحاب النفوذ. لا علاقة لهم بالصفقات الدائرة بين مجلس الامة والحكومة خصوصا مع تراجع الاولويات بالنسبة للجميع وتقدم القضايا الانتخابية الشعبوية مثل معاملات العلاج بالخارج وتكديس الموظفين واسقاط فوائد القروض ومنع الاختلاط والرياضة النسائية وغيرها. لا علاقة لهم بحكومة مشغولة في كيفية «تظبيط» اعضاء مجلس الامة والحفاظ على غالبية في وجه الاستجوابات. قضيتهم ببساطة قضية ضمير ووجدان وذكرى... قضية بطولة وفداء واستشهاد... قضية مقاومين قضوا لننعم بالسيادة والحرية والاستقلال ولولا رعاية الله ولولا تحرك القيادة الشرعية في اتجاه الاشقاء والاصدقاء ولولاهم لما عادت الشرعية ولما كان مجلس بلدي ولا مجلس أمة وحكومة.
اليوم، يتوجه أهل المنصورية ونتوجه معهم، بنداء الى صاحب القلب الكبير ووالد الجميع سمو الامير حفظه الله، بأن يوعز للاجهزة المختصة ان يسمى الشارع باسم الشهيد يوسف الفلاح او ان يبقى بالاسم نفسه رسميا، اي المنصورية، بالتلازم مع الاسم الشعبي له اي اسم الشهيد، او ان يجد المجلس البلدي بدائل للاسم الجديد المقترح باختيار شارع مجاور مثلا، او يخرج بأي صيغة تحافظ على وفاء اهل المنطقة لذكرى شهيدهم... كي يدرك من قال له «واخيرا وقعت يا يوسف» انه هو من وقع في شر اعماله وان يوسف استشهد منتصب القامة مرفوع الجبين.

جاسم بودي



http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=190460

الشهيد/ يوسف إبراهيم الفلاح

الشهيد/ يوسف إبراهيم الفلاح


الاسم: يوسف ابراهيم صالح الفلاح
تاريخ الميلاد : 8 / 10 / 1952
الوظيفة : وزارة الدفاع


لقد أبلى الشهيد - رحمه الله - في سبيل الكويت بلاء حسنا، بعد تحرك وحدات لواء الدروع (15) في منطقة عريفجان، على الحدود الكويتية السعودية متوجها إلى رئاسة الأركان .


وبعد ذلك انخرط الشهيد البطل، بعمليات المقاومة الكويتية الباسلة، حيث كان يوزع العصير المسموم، على أفراد الجيش العراقي المهزوم، في أماكن تجمعهم بما تسمى " بنقاط السيطرة " إضافة للعمليات المسلحة العديدة .


فاعتقل الشهيد في منزل عمه في منطقة الدعية وأعدم بعد أن أطلق عليه جنود الاحتلال الغاشم الرصاص بالقرب من منزل عمه، ففاضت روحه الطاهرة إلى الرفيق الأعلى .



>> رحم الله الشهيد يوسف الفلاح وأسكنه فسيح جناته <<
__________________

اللــهم انك عفو
تحب العـــــفو
فاعف عنــــــــا

http://www.kuwait-history.net/vb/showthread.php?p=30518&highlight=%ED%E6%D3%DD#post30518

مغلقة للتحسينات السيئة

كتب محمد مساعد الصالح

آخر العمود
السيدة رشا الرومي وأبناؤها فقدت زوجها الشهيد يوسف الفلاح على يد جنود الاحتلال الصدامي بعد ان اعدم رميا بالرصاص، وكان الأهالي يطلقون اسم الشهيد على احد شوارع المنصورية، حيث تسكن العائلة لكن تغييرات رسمية ألغت اسم الشهيد شعبيا ــ يوسف الفلاح ــ واختارت اسما آخر، وتقول لجنة اختيار أسماء الشوارع انها تعلم جيدا الفرق بين الشهيد وعطائه وبين الاختيار حسب الوجاهة، وحيث وجود شوارع بل وضواحٍ سميت بأسماء العاطلين الذين لم يعطوا شيئا لبلدهم.

محمد مساعد الصالح
allah_balkher@hotmail.com

الراشد لإطلاق اسم الشهيد يوسف الفلاح على شارع في المنصورية

تقديرا للدور الوطني الكبير الذي قدمه وابناؤه، اقترح النائب علي الراشد اطلاق اسم الشهيد يوسف ابراهيم الفلاح على الشارع الرئيسي في منطقة المنصورية.
وقال الراشد: يعتبر الشهيد يوسف ابراهيم الفلاح من الرجال الذين تركوا بصمات رائعة لا تزال اثارها حتى اليوم، فقد كان الشهيد نموذجا للشخصية النضالية التي قدمت واعطت كل ما لديها لخدمة الوطن والدفاع عن ترابه ذلك عندما استشهد في 3 اكتوبر 1990 ابان الغزو العراقي الغاشم على دولتنا الكويت وعلى مشهد امام عائلته على يد الجنود العراقيين، وبالتالي فإن امثال هؤلاء الرجال والشهداء ينبغي الا يغيبوا عن ذاكرة الوطن ويجب لزاما علينا ان نسجل للشهيد يوسف ابراهيم الفلاح ذكرى عطرة تظل في ذاكرة الوطن دوما وابدا لتضحياته التي ستضاف إلى صفحات الشرف إلى جانب شهداء الكويت الابرار، لذا فانني اتقدم بالاقتراح برغبة التالي «نقترح اطلاق اسم الشهيد يوسف ابراهيم الفلاح على الشارع الرئيسي الفاصل بين قطعة 1 و2 في منطقة المنصورية وذلك تقديرا للدور الذي قدمه الشهيد وابناؤه في تاريخ الوطن».

http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=188808

قصة بطل

علي محمود خاجه
info@aljarida.com

ناشدته بخوف أن يتوقف عن مقاومته العنيفة للاحتلال العراقي، فهو أب لثلاث فتيات صغيرات، فلم يكن منه إلا أن أجاب مقسما بأن الغزاة وإن اعتقلوا فتياته الصغيرات أمام عينيه فإنه لن يتوقف عن مقاومتهم حتى لا يهنأ لهم عيش على أرضه.

نعم لم يبالِ الشهيد يوسف إبراهيم الفلاح بعواقب الأمور حتى إن وصل الأمر إلى فلذات أكباده وأعز ما يملك، فهذه الأرض هي عرضه وشرفه وأغلى ما لديه في الوجود، فإن أهدرت كرامتها فلا عيش له ولا كرامة، قتل هذا الشهيد البطل أكثر من 200 عراقي بشهادة من اعتقله من الغزاة، فمن الكفاح المسلح إلى دس السم للغزاة مع الشهيد البطل الآخر الدكتور هشام العبيدان.

تلك هي قصة بطولية من مئات القصص الأخرى التي شهدت البطولة ولاتزال دماء أبطالها تجعلنا نتذوق طعم العيش الحر، وإن ما يميز شهداء الكويت وأسراها الشهداء عطفا على بطولتهم وتضحيتهم أنهم جميعا ودونما استثناء لم يكونوا يبحثون عن مجد أو بطولة شخصية، ولم يفكروا يوما بكيفية تخليد ذكراهم وكيف ستعاملهم بلدانهم بعد رحيلهم، لم يكن يدفعهم سوى الحب ولا شيء سواه، فتمكنوا من بناء صرح شامخ في كل القلوب، لم ولن يتزعزع أبداً، اسمه: «شهداء الكويت وأبطالها».

نأتي اليوم- وفي الكويت التي تبرعوا لها بدمائهم كي تبقى حيّة- لنتجاهل حتى ذكراهم، ونكتفي بشريط أصفر وآخر أسود يزين قنواتنا في يومي التحرير والاستقلال، بل تسن القوانين كما يدعي المجلس البلدي لطمس هويات أبطالنا الشهداء.

فقد أطلق سكان المنصورية على سبيل المثال اسم الشهيد البطل يوسف الفلاح على أحد شوارعها وعلى الرغم من عدم إقرار الدولة بالاسم لقولهم إنه يمنع وضع أسماء الشهداء على الشوارع والمناطق باستثناء شارع الشهداء، على الرغم من وجود منطقة كاملة باسم الشهيد فهد الأحمد، وهو أمر مستحق لجميع الشهداء طبعا ومنهم الشهيد فهد الأحمد.

أكرر بأن شهداءنا الأبطال لم يبحثوا عن مجد أو شارع أو منطقة، ولكننا نحن الكويتيين من نبحث عن ذكرى خالدة مستحقة لأبطال يعتبرون لنا قدوة ونبراسا يضيء لنا طريق البناء، نعم نحن من نرفض أن تطمس هوياتهم من المناهج والمناطق والطرقات، فلو تعلمنا أو على الأقل أحيينا ذكراهم بشكل دائم فلعلنا نستوعب معنى التضحية الحقّة.

إن كان هناك قانون فعلا يحظر وضع أسماء الشهداء على معالم الكويت وطرقها، فاللعنة على مثل هذا القانون الكريه القاتل للبطولة في أنفسنا، وإن لم يكن هناك قانون فبئساً لمن يرفض أن تخلد ذكرى أفضل الكويتيين على الإطلاق.

ملحوظة: لقد تم استبدال باسم الشارع الذي أطلق عليه سكان المنصورية شارع الشهيد يوسف الفلاح، اسم أحد رجال الكويت الأخيار الذي نكن له كل احترام، ولن نرضى أبدا أن يطمس اسم كل من قدم للكويت سواء المال أو الدم أو الجهد، ولا نطلب سوى المساواة في تكريم أهل الكويت ورموزها.

خارج نطاق التغطية:

صراع أزلي على مسمى الخليج سواء كان عربياً أو فارسياً، وكأن المسمى سيغير من العالم شيئا، أو سيطوّر العقول و يجعلنا في مصاف الدول المتقدمة، لا يهم إن كان الخليج فارسياً أم عربياً، فهو في النهاية ليس من صنع العرب أو الفرس فما الفخر بالاسم يا ترى؟

دروس الغزو والشهيد

مر علينا يوما 25 و26 فبراير، وهما عيدا الاستقلال والتحرير، ولا شك أن لهذين التاريخين أهمية بالغة في توثيق الأحداث التي مرت بها الكويت منذ استقلالها حتى اليوم، إذ لم تكن نوايا العراق الجار حسنة تجاه الكويت يوم أن أعلنت استقلالها، فصارت في تلك الفترة أزمة مطالبات عبدالكريم قاسم رئيس العراق وقتذاك، وقد تم تجاوز هذه الأزمة بقرارات فورية وحازمة من القيادة السياسية وعلى رأسها أمير الكويت وقتذاك المرحوم الشيخ عبدالله السالم، مما أخمد الأزمة في مهدها وتمكنت الكويت بفضل الله ورعايته أن تتقدم بخطى ثابتة في تأكيد كيانها واستقلالها وعزيمتها. لكن التاريخ سرعان ما أعاد نفسه، فما بين أزمة قاسم 1961وما بين عام 1990هو عمر جيل كامل إلا أن فكر الغدر باغت الكويت بغزو واحتلال على يد النظام الصدامي في 2 أغسطس 1990، وقد منّ الله علينا بنعمة التحرير وتخليص البلاد من الغزاة بفضله جلّ شأنه ثم دعم دول شقيقة وصديقة ومساندتها.
ومع احتفالاتنا بأعياد وذكرى الاستقلال والتحرير يجب ألا ننسى الدروس والعبر التي لا بد من أن نكون استفدنا منها في أحداث تاريخنا ومراحله المهمة ما بين الاستقلال والتحرير. أقول هذا الكلام وقد شابت مظاهر الاحتفالات بعض الممارسات التي أساءت إليها بسبب طيش شباب أو تراخي الحكومة وأجهزتها الأمنية والرقابية، فكانت حصيلتها عددا من الوفيات والإصابات، لاسيما في العيون. ويتزامن مع هذه الذكرى أيضا تغيير المناهج بإلغاء تدريس ما يخص الغزو وتداعياته السلبية، وفي هذا السياق نشدّ على يد الزميل علي الراشد عضو مجلس الأمة في حرصه على أن يكون ذلك ضمن مدونات مقرراتنا الدراسية مع تطويرها، خصوصا في ما يتعلق ببطولات الاستشهاد وأعمال المقاومة والصمود في الداخل. ويتزامن ذلك مع تعيين سفير جديد للعراق في الكويت يجب أن يكون أساسا لاستقرار العلاقة مع العراق وطيّ الصفحات التي تعيدنا إلى حالة الاستفزاز العراقي للكويت ومشاعر أهلها.
•••
شارع الشهيد يوسف الفلاح
احتفالا بذكرى التحرير قامت الجهات الحكومية المختصة وفي مقدمتها بلدية الكويت بإلغاء تسمية شارع المنصورية الذي أطلق عليه أهالي المنصورية «شارع الشهيد يوسف الفلاح»، وقرروا استبداله باسم أحد التجار من دون مبرر أو معنى مفهوم، فإذا كانت ذكرى تحرير الكويت ودماء شهدائها مثل الشهيد يوسف الفلاح سببا للتخلي عنهم وعدم تخليد ذكراهم، فهذا الأمر مأساة حقيقية للبلاد. أرملة الشهيد السيدة رشا الرومي أم لثلاث بنات هن بنات الشهيد اضطررن هذه الأيام إلى رفع مناشدات والسعي بتوقيعات للمحافظة على إبقاء اسم هذا الشارع ليكون «شارع الشهيد يوسف الفلاح». وقد حظي مسعاهن هذا بدعم كامل من أبناء منطقة المنصورية وهم من أطلق اسم الشهيد عليه بعد اقتياده من قوات الغزو وقتله بالرصاص قبالة بيته أمام أهله وذويه. أفلا يستحق هو وأهله وزوجته وبناته أن نخلد ذكراه بإطلاق اسمه على شارع، أم أن شارعا للشهداء وآخر للتجار وثالثا للشيوخ تكفي، فلا نطلق اسم أي شخص على هذه الشوارع أو المناطق؟
اللهم إني بلغت.

أ.د. محمد عبدالمحسن المقاطع
dralmoqatei@almoqatei.net

Saturday, March 6, 2010

قصة الشهيد يوسف إبراهيم صالح الفلاح



الله فـــوق

السلطــــــــــان



قصة الشهيد

يوسف إبراهيم صالح الفلاح






الله فوق السلطان

يوسف إبراهيم صالح الفلاح

نـجم في سماء الكويت

وسط تصفيق الجنود والضباط قدم عريف الحفل الضابط يوسف الفلاح بهذه الكلمات المثيرة:

إن سيدي وزير الدفاع ينظر إلى الضابط يوسف إبراهيم صالح الفلاح بعين التقدير والثناء لما يتميز به من انضباط والتزام وحسن سيرة.. وتقديراً من القيادة للضباط يوسف لحبه عمله وتفانيه فيه فقد أمر سيدي الوزير بترقيته من مساعد لآمر جناح الإشارة في مدرسة الدروع إلى آمر للجناح.

جرس الخطر:

في جو أسري مفعم بالحب والسعادة احتفل الرائد يوسف مع أسرته بمناسبة ترقيته السعيدة ثم اتجه إلى غرفة نومه فسمع دقات الساعة تشير إلى الحادية عشر مساء الأربعاء الأول من أغسطس بينما كان يتمدد في سريره لينام مبكراً كعادته استعداداً ليوم عمل حافل وإذا به يسمع رنين الهاتف... فيمد يوسف يده ويرفع السماعة من جانب السرير ويقول:

- نعم .. يوسف معك

- أهلاً يا أب أحمد

وينتقض يوسف فجأة مذهولاً وهو يقول:

- ماذا تقول يا أبا أحمد !؟

- هل هذا معقول !!

- القوات العراقية اجتاحت أرض الوطن..

وتقف زوجته (رشا) مذعورة غضبة ودمعة غضب تتلألأ في مقلتيها .. ويترك يوسف سماعة الهاتف من يده وهو يخاطب زوجته في انفعال مؤثر شديد ويقول:

يوسف : معقول !! هل يمكن أن يحدث مثل هذا ؟!

رشا : شيء عجيب لا يصدق..

يوسف : معقول جار عربي ومسلم يفعل بنا هذا ؟

رشا : لابد أن ما حدث هو شيء له صلة بعلامات يوم القيامة ..

يوسف : (يردد غاضباً): كيف يفعل العراق هذه الفعلة النكراء؟ كيف ؟

وفي ذهول من (رشا)، لم يلبث يوسف أن ارتدى اللباس العسكري وانطلق من فوره ملبياً نداء الوطن والتحق بمعسكره في اللواء الخامس عشرى ومكث في المعسكر بعض الوقت إلا أنه حوالي الساعة السادسة من صباح يوم الخمس الثاني من أغسطس حمل يوسف وعدد من رفاقه أسلحتهم واتجهوا إلى معسكر المباركية (الجيوان) وكان المعسكر في ذلك الوقت يتعرض لقصف عنيف من قبل قوات العدوان، لكن (يوسف) تمكن من عدد من رفاقه من الدخول إلى المعسكر والانضمام إلى إخوانهم العسكريين ومشاركتهم شرف الدفاع عن تراب الوطن واستطاعوا رغم إمكاناتهم المحدودة مقاومة المعتدي العراقي بكل بسالة وأبلوا في ذلك اليوم بلاء حسناً.

أما (رشا) زوجته الوفية فلم يغمض لها جفن فقضت الساعات التي فارقها بها (يوسف) في حزن وقلق ... واتصل بها والدها وطلب منها أن تهدأ وتتمالك قواها وأن تأتي لتقيم في بيته إلى أن يعود (يوسف) فردت بقولها:

- لا يمكن أن أفعل شيئاً قبل أن يطمئن قلبي على زوجي.

وفي حدود الساعة التاسعة صباحاً رن التلفون في الصالة فسارعت بلهفة السماعة وهتفت:

(رشا) : من يوسف !؟

كيف حالك أنت وإخوانك ..؟ (عساكم منصوين) يارب

فرد يوسف:

أرجو أن تأخذي الأولاد وتذهبوا إلى (الشالية) فربما تكون المنطقة الجنوبية أكثر أمناً من سواها.

أجابت (رشا) متوسلة:

- يوسف أرجوك اسمح لي أن آخذ الأولاد وأذهب إلى بيت والدي .. ها .. ماذا قلت .. ؟

قال يوسف وكأنه يقتنص هذه اللحظات من غفلة الزمن :

- توكلي على الله يا (رشا)، وسلمي على أهلك جميعاً .. وانتبهي لنفسك وللأولاد.

ولم يكن يدور في خلد (يوسف) آنذاك أن العراقيين من الممكن أن يسيطروا على البلد تماماً.

الصـمــود:

استبسل (يوسف) ورفاقه نم حملة السلاح في المعسكر في صد القوات العراقية الغازية، إلا أن كثرة عدد جيش المعتدي وعدته مكنتهم من فرض سيطرتهم، لذلك قرر (يوسف) وعدد من رفاقه الأبطال الانتقال إلى منطقة (كيفان) لتنظيم صفوفهم ومواصلة الكفاح.

وبالفعل وصلوا إلى مخفر (كيفان) ولبث (يوسف) هناك إلى الساعة الثانية عشرة ليلاً، إلا أنه لم يستطع مقاومة التعب والإرهاق وهو الذي لم يذق طعم الراحة منذ الأربعاء.

وبعد الاتصال بزوجته (رشا عبد العزيز الرومي) حضر نسيبه واصطحبه إلى المنزل حيث كان يرتدي زيه العسكري الملطخ بدماء إخوانه الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن تراب الوطن الغالي، ولم يذق (يوسف) طعم النوم في تلك الليلة.

خرج في الصباح الباكر – كعادته – مرتدياً ملابسه العسكرية وقد حاولت (رشا) إقناعه بالعدول عن فكرة الخروج بتلك الملابس إلا أنه رفض ذلك بإصرار فتدخل والد زوجته وتوسل إليه أن يخلع ملابسه وأن يرتدي الزي الوطني، فامتثل البطل لطلب عمه، وتمنطق بمسدسه، ووصل إلى الدائري الرابع، إلا أن القوات العراقية المنتشرة أجبرته على الرجوع.

قرر (يوسف) منذ تلك اللحظة أن خير وسيلة لمواجهة المحتل المعتدي تكمن في التنظيم والتخطيط الهادئ المتزن المبني على أسس علمية، وأن المواجهة بغير تلك الطريقة هي ضرب من إلقاء النفس في التهلكة، فالمقاومة لا بديل عنها، ولا يمكن الاستسلام للمحتل الذي دنس تراب الوطن الغالي.

ولادة المقاومة المسلحة:

بدأت الخطوة الأولى في المقاومة المسلحة المنظمة للبطل (يوسف) يوم 4/8/1990م، عندما زاره أبو أحمد في منزله في العاشرة صباحاً للاطمئنان عليه بعد إصابته في معسكر الجيوان، ودار بينهما هذا الحوار..

يوسف: عندي رغبة قوية أن نقوم بتنظيم صفوف المقاومة لنواجه العدو المحتل.

أبو أحمد: عظيم يا (يوسف) عظيم فعلاً وأنا معك ولكن ..

يوسف : لكن ماذا ... ؟

أبو أحمد : لابد أن نبحث عن أصدقائنا الضباط.

يوسف : نعم .. نعم .. وبالذات ضباط اللواء الخامس وأنا وأنت يجب علينا أن نتحرك بسرعة ونسجل أرقام الهواتف حيث يكونون فيها.

وتم بالفعل تجميع عدد من الضباط على شكل مجموعات وجعل (يوسف) رفيقه (أبا أحمد) مسؤولا عن منطقة وخصص لكل واحد من رفاقه الضباط منطقة خاصة به لإدارة عمليات المقاومة أما (يوسف) فكان نصيبه قيادة منطقة الدعية.

وهؤلاء الضباط أصبحوا في ما بعد إحدى الركائز الأساسية للمقاومة الكويتية.. كما قام (يوسف) بخطوة أخرى وهي تجميع الشبان المدنيين الراغبين في الانخراط ضمن مجموعته وتدريبهم على استخدام السلاح فالتقي بصديقه (أبي أحمد) في 5/8/1990 في منزل والد زوجته في الدعية.

يوسف : أبا أحمد باختصار شديد أنا أطمح إلى أن نتعاون كلنا في تدريب شباب الكويت على استخدام السلاح.

أبو أحمد: وأنا على أتم الاستعداد لتقديم ما يطلب مني في سبيل الوطن.

يوسف: بارك الله فيك يا أبا أحمد .. وهذا ظني فيك دائماً .. على فكرة يا أبا أحمد أنا لدي أسلحة وذخائر ومجموعة مقاومة.

أبو أحمد: وأنا لدي أيضاً مجموعة ولكنهم مدنيون وهم بحاجة إلينا جميعاً لمساعدتهم في التدريب والتخطيط وتوفير السلاح وتقديم النصيحة.

يوسف: عظيم جداً وأنا وإخواني سنقوم بتوفير السلاح والمدربين لهم وإذا لزم الأمر فسوف أتكفل بالعمل بنفسي.

وبالفعل نفذ يوسف ما وعد صديقه به وكان (أبو أحمد) أول من تسلم السلاح منه.

الإعداد والتهيؤ :

إن طبيعة عمل (يوسف) العسكرية ومعرفته التامة بمخازن الأسلحة سواء تلك التي في منطقة (كيفان) أو مخازن الجيش في منطقة (صبحان) أو مخازن الشرطة في منطقة (الشويخ) مكنته وعدداً من رفاقه من الحصول على حوائجهم من الأسلحة والذخيرة وتخزينها في منزله.

في بداية الأمر قام بجلب الأسلحة بسيارته الخاصة، ولكن فيما بعد تم إحضار الأسلحة في سيارات خاصة يصعب الكشف عما بداخلها، لكن أصبحت عملية جمع ونقل الأسلحة بمرور الوقت أكثر صعوبة من ذي قبل فقام يوسف بأخذ السلاح ممن لديه أكثر من حاجته وإعطائه لمن لا يملك وقد حاول (يوسف) قدر استطاعته أن يسير وفق نظام دقيق وعملي حتى لا يثير الشك والريبة لدى قوات الاحتلال ولم تلحظ زوجته عليه أموراً تدعو إلى القلق في البدايات الأولى عدا وجود أسلحة في البيت واتصال عدد من المواطنين به، وقد استجابت مجموعته لهذه الدقة وهذا النظام حيث تحول كثير منهم من مدني إلى عسكري بصورة سريعة، ولرغبة البطل في إعاقة تحركات العدو العراقي على الدائرين الخامس والسادس فقد قام أحد أصدقائه بتزويده بعدد من الشبان المدنيين. ورغم بساطة خبرتهم. إلا أنهم استطاعوا أن يؤدوا واجبهم خير أداء. وقاموا بعمليات قنص على الدائرين الرابع والخامس وفي منطقة (كيفان)، وقد تمت تلك العمليات تحت إشراف (يوسف) ويذكر أحد أصدقائه أنه كان متمكناً من عمله وقادراً على احتواء الموقف وسهلاً في تدريب زملائه على استعمال السلاح وفي إيصال المعلومات إضافة إلى ذلك فإنه كان حريصاً على أرواح مجموعته، متفادياً تعرضهم للخطر لأن الإنسان الكويتي في نظر البطل لا يعوض، وقد أخذ (يوسف) على عاتقه توجيه الشبان والتخطيط لهم والإشراف عليهم وإحضار الأسلحة، وكان يقوم بعمليات الاستطلاع لمواقع العدو المختلفة ورصد تحركاتهم تمهيداً لتنفيذ عمليات ضدهم، وذات يوم طلب يوسف من زوجته مرافقته كما اصطحب معه أختها ووالدة زوجته وابنه عم زوجته وأختها إلى منطقة الجابرية، وتذكر زوجته (رشا) أنه وقبل مستشفي الهادي بمسافة قليلة شاهدوا دبابة عراقية اقتربت منها سيارة مرسيدس حيث نزل منها شابان قاما بسكب بنزين على سجادة ثم ألقوها داخل الدبابة، فاحترقت ولاذا بالفرار قبل وصول الدورية العراقية، وأدركت زوجته (رشا) أن زوجها تعمد أخذها لمشاهدة كيفية تنفيذ هذه العملية التي خطط لها شخصياً وليقوم في نفس الوقت هو شخصياً بالتغطية على منفذي هذه العملية الجريئة، واستمر البطل (يوسف) في عملية التوحيد والتخطيط والإشراف، ولكنه مع بداية شهر سبتمبر توقف عن إحضار الأسلحة وتخزينها في منزله وذلك لقيام جنود الاحتلال بتفتيش المنازل مما دفعه إلى التركيز على البيوت المهجورة والأرض الفضاء لأنها أنسب الأماكن لتخزين الأسلحة والذخيرة، وقد قام (يوسف) قبل أسبوع من اعتقاله وبمساعدة شبان الحي بدفن كمية من الأسلحة والذخائر في أرض فضاء قريبة من منزلهم كانت تستخدم حظيرة ماشية، وأثارت تلك الأرض الفضاء شكوك العراقيين ولا يعرف على وجه الدقة سبب ذلك حيث قام جنود الاحتلال ولساعات ثلاث بنبش الأرض فلم يجدوا شيئاً.وكان وجود الأبقار والخيول والأغنام من أكبر العوامل التي ساعدت على انصراف أبصارهم عنها حيث دكت الأرض وسوتها وملأتها بمخلفاتها، وكان (يوسف) في تلك الأثناء ينظر من نافذة المنزل فرأى جنود الاحتلال يحفرون في منطقة لا تبعد سوى سنتيمترات عن مخبأ الأسلحة وعندها أدرك خطورة الوضع، لكنه أكد لزوجته (أنه إذا عثر جنود الاحتلال على الأسلحة فسوف أعترف أنها تخصنى وحدي حتى لا يظلم أحد ويعتقل أبناء الحي كلهم). رغم أن الكثير من أبناء الحي شاركوا في إخفاء الأسلحة،

 أحست زوجته (رشا) بالخطر على زوجها وأخذت تلح عليه بالخروج من الكويت مذكرة إياه بأنه أصبح مهدداً وأن أعصابها بدأت تنهار، رفض (يوسف) حتى مناقشة الفكرة وأصر على البقاء وأخذ يردد أمامها بأنه رجل عسكري وأن الوطن اليوم في أشد الحاجة إليه وإلى تضحيات شبابه الوطني أكثر من أي وقت مضى وأنه شخصياً إن لم يقم بواجبه نحو وطنه الآن فمتى يقوم بذلك!! فالوطن لم يبخل عليه في السراء فكيف يدير له ظهره في الضراء!؟

إن فكرة الخروج من الكويت لم تدر في خلد الشهيد، أوليس هو القائل (لو خيروني بين بناتي وبين الكويت لاخترت الكويت) لقد كان (يوسف) صادقاً مع نفسه عندما ردد تلك الكلمات وكان الخروج بالنسبة له كانسلاخ الفرد من جلده، كما أيقن البطل بحسه الفطري أن الكويت راجعة بإذن الله لأصحابها الشرعيين وأن الكابوس سوف يزول في القريب العاجل ولكن هذا لا يعني السكوت على الاحتلال هكذا أحب يوسف وطنه الكويت وهكذا أراد الدفاع عنه، لقد اتخذ من المقاومة أسلوباً يعبر من خلاله عن رفضه العدوان الغاشم على وطنه وأصر على محاربته رغم معرفته بقوة جحافل الغدر ولكنه أبي التراجع وواصل المقاومة، فلم يتردد في التعاون مع صديقه هشام في إيقاع الضرر بجنود العدو الغاشم بكل ما أسعفتهم الحيلة من وسائل وأساليب، ساعدهما على تنفيذ ذلك كله رفاقهما من شباب الكويت.

وبهذه الأساليب قضى على الكثير من رجالهم وكبدت هذه العمليات المعتدي العراقي خسائر فادحة في صفوفه وتركت الأثر الكبير في نفوس العراقيين وجعلتهم أكثر حذراً عند تناول أي شيء من يد كويتية ويذكر أحد أصدقاء يوسف أن عددا من الذين أصيبوا في حادثة التسمم بلغ 300 عراقي في النادي العربي وحده ولا شك في أن هذا النجاح الذي حققته هذه العمليات زادت من الشعور بالاعتزاز والفخر عند (يوسف) ورفاقه.

ورغم هذا النشاط في مجال المقاومة المسلحة، فإن دوره لم يقتصر على توجيه الشباب والتخطيط لهم لمقاومة العدو الغاشم فإن نشاطه امتد ليشمل دعوة الناس إلى الصمود في أرض الوطن، ونقل المعلومات والإطلاع عن كثب على أحوال الصامدين وتشجيع الناس على الاستمرار في العصيان المدني وفي نفس الوقت توجيه موظفي الخدمات الضرورية للبقاء في أعمالهم خدمة لإخوانهم الكويتيين، كما شارك يوسف أيضاً في نشاط جمعية المنصورية وفي توزيع المواد الغذائية والأموال للأسر المحتاجه إضافة إلى دوره في الاطمئنان على سير الأحوال في المستشفيات والأمور المتعلقة بقيادات المقاومة.

اعتقال البطل:

قام (يوسف) بعد اعتقال ابن عم زوجته بتغيير مسكنه واستقر في شقة أخت زوجته، وقد اعتاد (يوسف) في أثناء تلك الفترة على تناول الغداء في منزل والد زوجته وأداء صلاة الظهر في مسجد (البشر) في منطقة مشرف حيث تعقد اجتماعات هناك لمعرفة أخبار البلد ثم العودة مرة أخرى إلى نبيد القار، أما عن علاقته بصديقه هشام العبيدان فلم تنقطع وكانا على اتصال يومي ما بين الساعة الحادية عشرة والثانية عشرة ليلاً وقام (يوسف) وزوجته في يوم السبت 22/9/1990م كعادته بزيارة أهل زوجته وخرج بعد الغداء لأداء صلاة الظهر في مسجد البشر ثم عاد إليهم ولكن سرعان ما طوقت قوة عراقية المنزل ونزلوا بكامل عدتهم من أربع سيارات عسكرية واقتحموا المنزل ويذكر ابن عم الزوجة بأنه عندما شاهد يوسف يدخل منطقة الدعية لاحظ وجود سيارات عراقية تدخل بسرعة خلفه إلى المنطقة الدعية  وفي أثناء دخوله تم تطويق المنزل، أدركت والدة الزوجة أن الخطر يتهدد يوسف وطلبت إليه أن يختبئ أو يهرب، إلا أنه رفض ذلك وقال لها، أنا خارج وسلمها قبل خروجه مبلغاً كبيراً من المال كان ينوي توزيعه على الأفراد والأسر المحتاجة، ولم يكن يوسف في تلك الأثناء يتوقع اعتقاله لأنه كان يشعر بأن ليس هناك أي تبليغ عنه، وكان واثقاً من نفسه وأنه لا يستطيع أحد كشف أعماله ضد المعتدين، ولم يتوقع أن أحداً يشي به وخرج البطل لملاقاة العراقيين وفي الديوانية تبادل يوسف الحديث مع جنود الاحتلال ثم إنهم طلبوا هويات كل الأشخاص الذين كانوا في الديوانية وبالفعل أخرج الجميع هوياتهم وعندما وصلوا إلى (يوسف) التفت رئيس المجموعة إليه بلهجة ماكرة ساخرة وقال له:

- أنت حضرتك .. أين هويتك ؟

فما كان من يوسف إلا أن مد يده إلى جيبه وأخرج لهم هوية مزورة فأخذها النقيب العراقي وتفحصها وتفحص وجه (يوسف) ثم همس في أذن ملازم عراقي يقف بجواره فهز الملازم رأسه ورفع صوته قائلاً:

- نعم ... ياسيدي هذا هو ...

فصرخ النقيب في الجنود:

- هيا .. اقبضوا عليه ..

حاول يوسف المقاومة ولكنهم كثيرون

وبعد أن وضع الجنود في يديه القيود وسط ذعر أهل زوجته وإشفاقهم عليه.. هزه النقيب من كتفه هزة عنيفة وقال له بشيء من التشفي والانتقام:

- وأخيراً وقعت يا (يوسف) إن سبب اعتقاله يعود لكونه قتل عدد كبير من الجيش الجمهوري بالذات و لكونه عسكرياً ورائداً في الجيش الكويتي.

وبحركة عصبية من يده أشار النقيب إلى الجنود فتزعواً (غترة) يوسف من رأسه وألقوا بعقاله إلى الأرض وقبل أن يغمضوا عينيه بغترته نظرت إليه (رشا) بنظرات من خلال الدموع ملؤها اللهفة والحب والتشجيع وقالت له:

- لا تخف يا يوسف إن شاء الله ربك معك.

ولما شد الجنود (الغترة) على عينيه سارعت (رشا) إلى النقيب تتوسل إليه وهي تبكي وكذلك توسل إليه أهلها كلهم ليدعه بحجة أنه بريء ولم يفعل شيئاً فنهرهم الضابط وهو يصرخ في وجهوههم ويقول:

- معقول أنكم لا تعرفون ما فعل (يوسف) بجنودنا النشامي من فظائع ثم أشار إلى الجنود وقال غاضباً:

- هيا خذوه ...

وبينما جنود الاحتلال يقتادونه أسرع ابن عم رشا وسأل الملازم:

- عفواً ربما كان هناك التباس أو خطأ أو تشابه في الأسماء وأن يوسف لم يفعل شيئاً يستحق عليه أن يأخذوه بهذه الطريقة.

- فنهره الضابط وهو يقول له مهدداً:

- لا تكن محامياً لواحد قتل العراقيين.

وخرجوا به خارج المنزل ودفعوه بوحشية إلى إحدى السيارات الجيب ثم انطلقوا به وأخذوه إلى ما يسمى بمنظومة استخبارات منطقة الخليج في نفس اليوم.

إن هدف العراقيين أصبح واضحاً وهو اعتقال (يوسف) أي أنه المقصود لذاته ولديهم معلومات مؤكدة عنه ولم يكن هدفهم مجرد التفتيش أو البحث عن شيء معين.

وباعتقالهم له انهارت أعصاب زوجته (رشا) وأحست أنها فقدت نجاة أعز ما عندها وأنها لا تستطيع العيش بدونه فهو بالنسبة لها كالماء والهواء... وارتعدت من القلق والفزع عليه وفكرت ماذا تفعل وكيف تتصرف ولمن تشتكي فخطر ببالها ولمعت في ذهنها فجأة فكرة أن تتصل بصديقه الحميم (أبي أحمد)...

وعلى الطرف الآخر من الخط رد (أبو أحمد):

- نعم أبو أحمد يتكلم فمن معي لو سمحت وباهتمام بالغ ردد .. أبو أحمد.. الأخت رشا زوجة أخي (يوسف)

- خير إن شاء الله ماذا حدث؟

- وبنبرة حزينة جدا قالت (رشا):

- أخذوا يوسف معهم..

- لا حول ولا قوة إلا بالله.

- حسبان الله ونعم الوكيل

- طيب أنا قادم إليكم

وما هي إلا دقائق معدودة حتى حضر (أبو أحمد) وأخذ في تهدئتها وطمأنتها بحضور أهلها وقال لهم جميعاً:

أبو أحمد : سوف نخرجه بإذن الله تعالى ...

غادر (أبو أحمد) المنزل ولم تكن رشا تعلم أن منزلهم مراقب وشاءت إرادة الله تعالى أن يتم اعتقال (أبي أحمد) أيضاً بعد خروجه عند إشارة القادسية ونقلوه إلى معتقل في منطقة الجهراء حيث كان (يوسف) هناك.

في المعتقل:

كان يوسف عند اعتقاله قد نقل أولاً إلى معتقل (نادي كاظمة) ثم حول إلى معتقل الجهراء (مبنى بلدية الجهراء) وكان المعتقل يحتوي غرفاً وضع (يوسف) في الغرفة رقم واحد بينما أخذ صديقه (أبو أحمد) إلى الغرفة رقم3 واستجوبوه في اليوم الثاني من اعتقاله وسألته سلطات الاحتلال عن نشاط الرائد يوسف ووفقاً لإفادة الصديق فإنه ذكر للعراقيين أن معرفته بيوسف تمت عن طريق زوجتهما بحكم صداقتهما لا أكثر من هذا ولا أقل وحول الصديق بعد ساعتين من الاستجواب إلى غرفة رقم واحد حيث يوجد يوسف.

ويذكر الصديق أنه لما شاهد يوسف في الغرفة صدم لأنه اعتقد أن اعتقاله تم لمجرد أنه عسكري ورائد في الجيش الكويتي وأنه سوف يحول إلى سجن (بعقوبة) في العراق مع بقية الأسرى العسكريين. ولكن يوسف أخبر صديقه (أبا أحمد) أن اعتقاله تم لمعرفتهم بكل شيء عن عملية إيذاء الجنود العراقيين واستخباراتهم وعن الدكتور هشام العبيدان، ويروي أبو أحمد أنه لم يبدر من يوسف أية علامة تدل على خوفه من التعذيب بل كان يقول له لا يضيق خلقك، الله فوق السلطان، إن هذه الكلمات التي أطلقها ليست سهلة خاصة عندما يتفوه بها شخص وضعه صعب يائس كما كان حاله ولكن الشجاعة والإيمان بقضاء الله وقدره كانا سلاح البطل يوسف، لقد كان يعرف الكثير جداً عن رجال المقاومة مثل صديقه (أبي أحمد) ولكن لم يفلح العراقيون معه في الحصول على أية معلومات من الممكن أن تضر المقاومة، ومع أنهم لجأوا إلى أساليب العذيب النفسي والبدني الرهيبة في أثناء التحقيق معه ورغم الصرخات التي يطلقها من شدة التعذيب إلا أنه أبي الإدلاء بمعلومات عن أفراد المقاومة إضافة إلى محاولاتهم المتكررة في الإيقاع بين الرائد يوسف وصديقه هشام العبيدان، بل إن البطل يوسف فعل أكثر من ذلك إذ اعترف على نفسه ونسب كل شيء إلى نفسه وذكر الرائد يوسف لمجموعة من الأفراد الذين كانوا معه في المعتقل عندما سألوه عن سبب اعترافه على نفسه رد عليهم:

بأن العراقيين واجهوه بأدلة وبمعلومات مؤكدة عن كل خطة وعن كل عملية وعن كل حركة عنه في اليوم والساعة.

وكانت قاصمة الظهر ليوسف يعدمونه ولذلك قال لعدد من رفاقه في المعتقل إن العراقيين سوف يعدمونه لا محالة فلماذا يتبع معهم الطريق الطويل ويتعذب وبالفعل اختصر يوسف الطريق واعترف على نفسه وباعترافه الصريح على نفسه لم تتعرض مجموعته أو المجموعات الأخرى التي تعاون معها وضحى يوسف بعمله البطولي هذا بنفسه من أجل مجموعته وتلك هي قمة التضحية والرجولة.

ملابسات الاعتقال:

إن معرفة المخابرات العراقية بنشاط يوسف يبين بوضوح أن أحد الأفراد الذين جندهم الشهيد للتجسس على العراقيين وللحصول منهم على معلومات حول نشاطهم العدواني. هو الذي أبلغ عنه، ومن الممكن أن يكون هذا الشخص وينتمي إلى دولة عربية قد تم إغراؤه بالمال من قبل المحتلين للتجسس على الشهيد ولهذا انقلب عليه وأخبرهم بكل تحركات يوسف وفي المعتقل أخبر الرائد يوسف رفيقه محمد الدوسري أن هذا الشخص هو الذي أوصله وهشام إلى هذا الوضع وكان يوسف يعرف هذا الشخص العربي حق المعرفة ويثق به وقد قامت أخت هذا الشخص المتهم بالاتصال بزوجة يوسف بعد اعتقال زوجها بثلاثة أيام تحذرها منه لأنه من الاستخبارات العراقية كما ذكر أحد أصدقاء يوسف علي لسان يوسف نفسه إذ واجهه بأمور لا يعرفها إلا هذا الشخص المذكور إضافة إلى ذلك قام هذا الشخص بالاتصال بزوجة يوسف في يوم اعتقال زوجها وذكر لها بأنه مراقب من قبل العراقيين وأنه مختبئ في منطقة الرقعي وكان أحد أقرباء الزوجة قد أبلغها في الوقت نفسه أنه شاهد هذا الشخص وقد دخل النادي العربي برفقة النقيب العراقي إبراهيم المفوض وكانا يضحكان مما يدل على تعاونه مع الاستخبارات العراقية.. غير أن ما أشير إليه لا ينفي أيضاً احتمال أن يكون يوسف مراقباً لتردده شبه اليومي على مسجد البشر أو أن تكون سلطات الاحتلال قد وضعت تلفونه تحت المراقبة وذلك لأنه كان على اتصال يومي بصديقه الدكتور هشام العبيدان، ولكن الشواهد تؤكد أن هناك وشاية مصدرها الشخص الذي كان يعمل عند يوسف والذي أشرنا إليه وقد جاء ضمن وثيقة لسلطات الاحتلال العراقي أن معلومات قد وردت من أحد الوكلاء عن نشاط الدكتور هشام وهكذا فإن اعتقال البطل يوسف ارتبط باعتقال البطل هشام.

الاستشهاد:

دخل المفوض العراقي النقيب إبراهيم في الساعة الثامنة صباحاً من يوم الأربعاء 3/10/1990 إلى زنزانة يوسف ونادي على الرائد يوسف الفلاح، وما أن نهض بطلنا...

حتى بادره بالسؤال .. أين منزلك ؟

فرد عليه: في منطقة الدعية.

ويذكر صديقه (أبو أحمد) الذي كان شاهداً لهذا الموقف أنه صدم بما قاله المفوض العراقي حيث أدرك أن مصير يوسف هو الإعدام لا محالة ويصف صديقه تلك اللحظات بقوله:

إن يوسف لم يتأثر بل سلم على رفاق المعتقل وكأنه سوف يذهب إلى زنزانة ثانية.. مع أنني على يقين بأن البطل يوسف يعرف مصيره.

ووقف بشكل عادي وطلب منه النقيب ربط عينيه فاستجاب يوسف للأمر ونقله جنود الاحتلال إلى أمام الباب الخلفي لمنزل أرملة عم يوسف في الدعية وأطلقوا النار عليه عند الباب الخلفي حيث لفظ أنفاسه الأخيرة في حدود الساعة الثانية عشرة ظهراً ثم غادروا المكان وعندما فتحت أرملة عم الشهيد الباب الخلفي وجدت جثمان الشهيد ملقي على الأرض ودماؤه الطاهرة تسيل، وسرعان ما حضر أهل الزوجة وقام ابن عمها بإلقاء نظرة عليه وأغلق عينيه وحل رباط يديه.. أحسست (رشا) في هذه الأثناء بحركة غير عادية في المنزل فأدركت أن يوسف استشهد فأرادت أن تخرج لتراه إلا أن أهلها منعوها خوفاً عليها، وحملوا جثمان الشهيد إلى مستوصف الدعية وتم الكشف عليه ونقل بعدها إلى مستشفي الأميري وأصدرت له شهادة وفاة بطلق ناري في الرأس والصدر وتم دفن الشهيد في نفس اليوم في حدود الساعة الرابعة عصراً وقد دفن في قبر جماعي وكتب على شاهد القبر يوسف فلاح وهشام العبيدان وأبناء الضامر وصلاح الرفاعي.

وهكذا انتهت حياة هذا البطل الذي عمل منذ الأيام الأولى للاحتلال من أجل تنظيم مقاومة المحتل، فقد كان يعلم أن ما يقوم به هو الواجب تجاه الوطن والكرامة التي ضحى بحياته من أجلها.. رحم الله الشهيد رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، فقد كان نجماً ساطعاً من نجوم المقاومة الكويتية ضد الظلم والغدر